responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27

أسباب الأفضلية لم تذكر مطلقة بل قدمت فيها بسطة العلم على بسطة الجسم، ولم تذكر بسطة الجسم إلا للحاجة إليها، فالقائد يحتاج إلى طاقات جسمية كافية تؤهله للوظيفة التي تناط به، قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:247)

ولعله لأجل ذلك كان موسى عليه السلام كما وصفه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم عندما رآه حين أسري به، فقال: ( موسى آدم طوال كأنه من رجال شنوءة بينما عيسى عليه السلام جعد مربوع)[1]، لأن الرسالة التي كلف بها لم تكن تستدعي تلك البسطة.

ولهذا كان a يدعو ويربي أصحابه على اعتبار بسطة العلم والعقل لا بسطة الجسم، وقد روي عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم : مم تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال:والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد[2].

ولكن القرآن الكريم والتوجيهات النبوية ـ مع نهيها عن تعظيم الجسد


[1] رواه البخاري 4/141 (3239) و4/186 (3396) ومسلم 1/105 (338).

[2] رواه أحمد 1/420 (3991)

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست