ويعزيهم كذلك بأن
الألوان التي يحملونها على وجوههم مجرد ألوان مستعارة ستتغير يوم القيامة إلى
ألوان نهائية، أو هي مجرد براقع، واللون الحقيقي هو لون الروح، فلذلك لا ينبغي
للأسود أن يحزن لسواده، ولا للأبيض أن يفخر ببياضه، كما لا يفرح من يضع قناعا على
وجهه بلون قناعه، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ
تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ
تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (آل عمران:107)
ففي القيامة تنزع
جميع الأقنعة وتظهر الصور على حقيقتها كما قال تعالى :﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾(ق:22)
وقد تكرر هذا
الوصف في آيات مختلفة جامعا بين أوصاف وجوه المؤمنين ووجوه الكافرين أو مفردا
أحدهما عن الآخر، قال تعالى في وصف وجوه الذين كذبوا على الله: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا
عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى
لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ (الزمر:60)