ويعقب القرآن
الكريم مبينا العوض الإلهي لهؤلاء الذين باعوا الفرح والزهو بالقومية والشعوبية
والعشائرية بفرح الانتماء لله رب العالمين، جزاء لا يمكن تصوره، وعوضا لا يفقه إلا
من ذاقوه، قال تعالى :﴿ أُولَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
(المجادلة:22)
ولا بأس أن نقرب
هنا بعض ما ذكر من بدائل إيمانية تعوض المضحين بالقومية والعشائرية، فأول ما
يرزقون هو الإيمان الذي عبر عنه القرآن الكريم بالكتابة، فهو إيمان مكتوب في
قلوبهم لا تمحوه المياه، ولا يؤثر فيه المناخ.
والجزاء الثاني هو
تأييدهم بروح منه.
والجزاء الثالث هو
إدخالهم الجنات التي تجري تحتها الأنهار خالدين فيها.
والجزاء الرابع هو
رضى الله عنهم، وهو الرضى الذي لا يساويه أي جزاء.
والجزاء الخامس هو
رضاهم عن الله.
والجزاء السادس هو
أنهم لا ينسبون إلى عشائر أو أقوام بل ينسبون إلى الله.