responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136

إن عبادة الأسلاف ـ كما ينص القرآن الكريم، وكما يفسر التاريخ ـ ليست خاصة بالبدائيين، بل هي دين البشرية التي ابتعدت عن الدين الحق، هي دين الأوروبيين والأمريكيين والهنود والصينيين، وكل القوميات والعرقيات التي نبتت في أوطاننا لتفرق بين الأخ وأخيه.

يقول تعالى عن منطق القرى في جوابها لأنبيائها، وهي تستند إلى أكبر كذبة تحول بينها وبين اتباع الحق، أو على الأقل الاستماع إلى الحق: ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ (الزخرف:23)

وفي هذه الآية إخبار عن حقيقة اجتماعية، هي أن الذي يتولى زعامة القوميات هم المترفون الذي يتذرعون بذرائع العصبية القبلية ليحققوا مطامحهم الشخصية، فهم قد فقهوا عن الشيطان أن بوق القومية هو البوق الذي يستحث الشعوب المشبعة بذكريات ماضيها إلى التبعية العمياء.

والقرآن الكريم لا ينكر عليهم تعلقهم بأسلافهم وجذورهم، بل ينكر عليهم كون هؤلاء الأسلاف أضعف شأنا من أن يكونوا قدوة أو قادة لغيرهم، وهو ما لا يستطيع تقبله هؤلاء الذين يعيشون على أوهام الماضي، قال تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ﴾ (البقرة:170)

وفي آية أخرى يصور القرآن الكريم قناعة هؤلاء واكتفاءهم بما وجدوا عليه

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست