أخرى مع الله،
الرياح التي تتحرك كل مرة في اتجاه، فتميل معها قلوبهم فرحا وقنوطا بحسب اتجاهها، قال
تعالى :﴿ أَمَّنْ
يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا
يُشْرِكُونَ﴾(النمل:63)
ويستدل بها تعالى
على البعث الذي ينكره المشركون والطبائعيون والشيوعيون، ويحرف معناه اليهود
والمسيحيون والبوذيون ليعرفوا من الرياح مفاهيم جديدة أخطر من الخبز والماء، لأنه
ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان.
ورحمة الله
بالرياح عامة تشمل المعدة والرئة والعقل والقلب، قال تعالى :﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ
فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾(فاطر:9)
ومن المفاهيم
الجديدة التي يدعو القرآن إلى الاعتبار بها من حركات الرياح مفهوم الحياة الدنيا
فهي تشبه الهشيم الذي تذروه الرياح، قال تعالى :﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ
فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
مُقْتَدِرًا﴾(الكهف:45)
ومفهوم العمل الذي
لا يراد به وجه الله، قال تعالى :﴿ مَثَلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ
فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ
الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾(إبراهيم:18)
ومفهوم الإنفاق
الذي لا يوضع في مواضعه الشرعية، ولا يراد به وجه الله