ولكن التهديد لا
يقتصر على هذه الأنواع من الرياح العاتية، بل يهدد الله تعالى الآمنين من مكره
بالرياح السواكن، لأن سكون الريح كعتوها كلاهما إذا شاء الله يتحول إلى عذاب، قال تعالى
:﴿ إِنْ يَشَأْ
يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور﴾(الشورى:33)
فهذه الآية ضربت
مثالا عن تأثير سكون الرياح على السفن الشراعية التي تستغل حركة الرياح لتمخر عباب
البحر، ويطبق مفهومها كذلك على ركود كل شيء على ظهر الأرض إن أمر الله الرياح أن
تسكن.
وبعد أن يعرف
المؤمن أن الريح فضل من فضل الله وجند من جنده لا قيام لها بذاتها يعبر منها إلى
الله ويستدل بها عليه، ولهذا جاءت الآيات الكثيرة تجعل من الريح آية، والآية في
تصور المؤمن لا تعني الاستدلال بها على الوجود، لأن الله في ذهنه لم يغب حتى يحتاج
إلى دليل يدل عليه، وإنما الآية رسالة من الله وحرف من كلمات الله التي يخاطب بها
الكون كل حين: