وكانت الريح قد
جاءتهم بصورة يحبونها فانتهضوا مستبشرين يصيحون ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾، فأجابهم هود عليه السلام بلسان العارف
بربه:﴿ بَلْ هُوَ مَا
اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾(الأحقاف:24)
قال ابن عباس يصف
ذلك المشهد :( أول ما رأوا العارض قاموا فمدوا أيديهم، فأول ما عرفوا أنه عذاب
رأوا ما كان خارجاً من ديارهم من الرجال والمواشي تطير بهم الريح ما بين السماء
والأرض مثل الريش، فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فقلعت الريح الأبواب وصرعتهم،
وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام
حسوماً، ولهم أنين، ثم أمر الله الريح فكشفت عنهم الرمال واحتملتهم فرمتهم في
البحر )[1]
وهو تصوير دقيق
لما نراه كثيرا على شاشات التلفزيون من أنواع الأعاصير، والتي لا نسمع لها سببا
إلا حركات الرياح وتحولات الضغط، والتفسيرات المادية الكثيرة، والتي لا ينكرها
القرآن، وإنما ينكر الاكتفاء بها وتصور أنها فاعلة بذاتها.
ولذلك يخبر القرآن
الكريم أن هذه الظواهر التي نسميها طبيعية هي ظواهر إلهية، ما كان منها خيرا وما
كان منها مؤذيا، وأن ما أصاب عادا منها لم يكن يراد