وكان من سنته a أن يقول
إذا عصفت الريح :( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك
من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )[2]
بهذا التوحيد
علمنا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كيف نوحد الله في كل الأشياء، وكيف لا نأمن مكره مع كل
شيء، لأن كل شيء مجند لله خاضع لأوامره حتى الريح التي نراها طيبة قد تحمل في
طياتها جرثوم الموت القاتل إذا أراد الله ذلك.
وقد كانت الريح
جندا من جند الله يوم تحزب الأحزاب تبغي استئصال شأفة المسلمين، قال تعالى :﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (الأحزاب:9)، فالريح من الجنود المرئية،
وغيرها من الجنود غير المرئية.
وجند الله من
الريح هي التي نصر الله بها هودا عليه السلام على قومه، حين أرسل عليهم ريحا باردة
كبرودة قلوبهم، في أيام مشؤومات كشؤم نفوسهم مقابلة لهم على تشاؤمهم من نبيهم عليه
السلام، وتحقيا لطلبهم، قال تعالى :P
[1]
رواه البخاري في الأدب المفرد 720 وأبو داود 5097 وابن ماجة 3727
والنسائي في الكبرى 10701.