وقد تكون هناك
عزة بالحق.. وهي العزة التي أشار إليها قوله تعالى:﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ
شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)﴾ (فاطر)
وقد جمع الله
بينهما في قوله تعالى :﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى
مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا
الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)﴾ (المنافقون)
قال الرجل: فما
البذور التي تنبت منها شجرة الكبر؟
قال الآجري:
جميع البذور التي تنبت منها شجرة العجب تنبت منها شجرة الكبر.. فليس الكبر إلا ثمرة
من ثمار العجب..
قال الرجل: ولكن
الكبر غير العجب.. وهذا يعني أن للكبر مياهه الخاصة التي تسقيه.
قال الآجري:
صدقت..
قال الرجل:
فاذكر لنا منها ما نعرف به منابع الكبر من نفوسنا.
قال الآجري: من
ذلك اختلال معايير التفاضل عند الناس..
قال الرجل: متى
يكون ذلك.. وما علاقته بالكبر؟
قال الآجري:
يحصل ذلك إذا ساد الجهل في الناس إلى حد اختلال القيم أو معايير التفاضل عندهم،
فتراهم يفضلون صاحب الدنيا، ويقدمونه حتى لو كان عاصياً أو بعيداً عن الله، في
الوقت الذي يحتقرون فيه البائس المسكين الذي أدارت الدنيا ظهرها له حتى وإن كان
طائعاً ملتزماً بهدى الله، ومن يعيش في هذا الجو قد يتأثر به.. ويتجلى هذا التأثر
في احتقار الآخرين و الترفع عليهم.
وقد ألمح القرآن
الكريم إلى هذا الباعث، فقال:﴿
أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا
نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ