إن هذا التذكر
من شأنه أن يشعر الإنسان بضعفه وفقره، وحاجته إلى الله دائماً، وبالتالي يطهر
نفسه من داء الإعجاب، بل ويقيه أن يبتلى به مرة أخرى.
قال آخر: وعينا
هذا.. فما غيره؟
قال الآجري: التفكر
في الموت وما بعده من منازل ومن شدائد وأهوال، فإن ذلك كفيل باقتلاع الإعجاب من
النفس، بل وتحصينها ضده، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قال آخر: وعينا
هذا.. فما غيره؟
قال الآجري: دوام
الاستماع أو النظر في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ودوام حضور مجالس العلم، لاسيما تلك التي تدور حول علل النفس وطريق الخلاص منها،
فإن أمثال هذه المجالس كثيراً ما تعين على تطهير النفس، بل وصيانتها.
قال آخر: وعينا
هذا.. فما غيره؟
قال الآجري: الاطلاع
على أحوال المرضى وأصحاب العاهات بل و الموتى، لاسيما في وقت غسلهم وتكفينهم
ودفنهم، ثم زيارة القبور بين الحين والحين والتفكر في أحوال أهلها ومصيرهم، فإن
ذلك يحرك الإنسان من داخله، ويحمله على اقتلاع العجب ونحوه من كل العلل والأمراض
النفسية أو القلبية.
قال آخر: وعينا
هذا.. فما غيره؟
قال الآجري: تعريض
النفس بين الحين والآخر لبعض المواقف التي تقتل كبرياءها وتضعها في موضعها الصحيح،
كأن يقوم صاحبها بخدمة إخوانه الذين هم أدنى منه في المرتبة، أو أن يقوم بشراء
طعامه من السوق، وحمل أمتعته بنفسه.