وكان النّبيّ
a يتعوّذ من جهد البلاء، ودرك الشّقاء، وسوء
القضاء، وشماتة الأعداء[1].
وعن المعرور
بن سويد، قال: رأيت أبا ذرّ وعليه حلّة وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك؟ قال:
فذكر أنّه سابّ رجلا على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فعيّره بأمّه، قال: فأتى الرّجل النّبيّ a فذكر ذلك له، فقال النّبيّ a:
(إنّك امرؤ فيك جاهليّة، إخوانكم وخولكم جعلهم اللّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت
يديه فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن
كلّفتموهم فأعينوهم عليه)[2]
وقد أخبر a
عن العقوبة التي تنتظر الشامتين، فقال: (لا تظهر الشّماتة لأخيك فيرحمه اللّه
ويبتليك)[3]
الهجر:
قلنا: عرفنا
السادس.. فحدثنا عن السابع.. حدثنا عن العدوان بالهجر.
قال الماوردي:
الهجر هو مقاطعة المسلم لأخيه، وعدم اهتمامه به أو حرصه عليه، وهو من أعظم
المحرمات كما تدل على ذلك النصوص المقدسة الكثيرة، ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(تفتح أبواب الجنّة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكلّ عبد لا يشرك باللّه شيئا
إلّا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتّى يصطلحا. أنظروا
[1]
رواه البخاري ومسلم.. قال سفيان (راوي الحديث): (الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا
أدري أيّتهنّ هي)