فما أشد
فرحك اليوم بتمضمضك بأعراض الناس وتناولك أموالهم، وما أشد حسراتك فى ذلك اليوم
إذا وقف ربك على بساط العدل وشوفهت بخطاب السياسة، وأنت مفلس فقير عاجز مهين لا
تقدر على أن ترد حقا أو تظهر عذرا، فعند ذلك تؤخذ حسناتك التى تعبت فيها عمرك،
وتنقل إلى خصمائك عوضا عن حقوقهم.
اسمعوا إلى
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يحدثنا عن ذلك اليوم، قال: (أتدرون ما
المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: (إنّ المفلس من يأتي
يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك
دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن
يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثمّ طرح في النّار)[1]
فانظر إلى
مصيبتك فى مثل هذا اليوم إذ ليس يسلم لك حسنة من آفات الرياء ومكايد الشيطان، فإن
سلمت حسنة واحدة فى كل مدة طويلة ابتدرها على لسانك من غيبة المسلمين ما يستوفى
جميع حسناتك، فكيف ببقية السيئات من أكل الحرام والشبهات والتقصير فى الطاعات،
وكيف ترجو الخلاص من المظالم في يوم يقتص فيه للجماء من القرناء فقد حدث أبو ذر أن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رأى شاتين تنتطحان فقال: (يا أبا ذر أتدرى فيم
ينتطحان) قلت: لا