(فصلت:8)، وقوله تعالى:﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾
(الانشقاق:25) أي غير مقطوع،
بخلاف أهل النار، فإنه لم يرد فيهم مثل هذا.
وقد ذكر ابن القيم
وجوها كثيرة لتميز الجنة عن النار تقتضي خلود الجنة دون النار، ومنها[1]:
1. أنه تعالى أخبر
بما يدل على انتهاء عذاب أهل النار في عدة آيات، ولم يخبر بما يدل على انتهاء نعيم
أهل الجنة، ولهذا احتاج القائلون بالتأبيد الذي لا انقطاع له إلى تأويل تلك
الآيات، ولم يجيء في نعيم أهل الجنة ما يحتاجونه إلى تخصيصه بالتأويل.
2. أن الأحاديث
التي جاءت في انتهاء عذاب النار لم يأت شيء منها في انتهاء نعيم الجنة.
3. أن الصحابة
والتابعين إنما ذكروا انقطاع العذاب، ولم يذكر أحد منهم انقطاع النعيم.
4. أنه قد ثبت أن
الله تعالى يدخل الجنة بلا عمل أصلا بخلاف النار.
5. أنه تعالى ينشئ
في الجنة خلقا يمتعهم فيها، ولا ينشئ في النار خلقا يعذبهم بها.
6. أن الجنة دار
فضله، والنار دار عدله، وفضله يغلب عدله.
7. أن النار دار
استيفاء حقه الذي له، والجنة دار وفاء حقه الذي أحقه هو على نفسه، وهو سبحانه يترك
حقه ولا يترك الحق الذي أحقه على نفسه.
ومما يدخل في هذا
الدليل أن القرآن الكريم يستثني بعد ذكر الخلود، فيرجع الأمر إلى المشيئة، وذلك
كقوله تعالى:﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ
فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ