responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52

الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة:258).. وغيرها.

ومنهم من ذهب إلى ما ذهب إليه الفراء في تشبيهه هذا بمثال هو أن جاهلاً وعاقلاً اجتمعا، فيقول الجاهل: الحطب يحرق النار، ويقول العاقل: بل النار تحرق الحطب، وسنجمع بينهما لنعلم أيهما يحرق صاحبه، فيكون معنى ذلك (لنعلم أينا الجاهل)

وقد اعتبر هذا من جنس قوله تعالى في الاستمالة والرفق في الخطاب ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (سـبأ:24)، فأضاف الكلام الموهم للشك إلى نفسه ترقيقاً للخطاب ورفقاً بالمخاطب.

ومنهم من أرحع ذلك إلى معنى (نعاملكم معاملة المختبر الذي كأنه ليعلم)، وهو قول قوي، فالعدل يوجب ذلك.

ومنهم من اعتبر العلم في مثل هذه الآيات صلة زائدة[1]، فيكون معنى قوله تعالى:﴿ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ (البقرة: 143):) إلا ليحصل اتباع المتبعين، وانقلاب المنقلبين).. ومثل هذا من يقول في الشيء الذي ينفيه الشخص عن نفسه: (ما علم الله هذا مني) أي ما كان هذا مني والمعنى: أنه لو كان لعلمه الله.

وأكثر هذه المعاني مقبول وصحيح، ولكن أجملها وأليقها بطريقة تفكير أهل عصرنا ما عبر عنه الشيرازي بقوله:( عبارة ﴿ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ﴾(البقرة: 143)، وأمثالها من التعبيرات القرآنية، لا تعني ان اللّه لم يكن يعلم شيئا، ثم علم به بعد ذلك، بل تعني تحقق هذه الواقعيات)


[1] نحن نستبعد مثل هذا في القرآن الكريم، فالقرآن كله محكم لا زائد فيه، قال تعالى في وصف القرآن: ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت:42)

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست