ومن هذا الباب ما
طلب رسول الله a من أمته من الدعاء له، لأنهم إذا دعوا له حصل لهم من
الأجر أكثر مما لو كان الدعاء لأنفسهم، كما قال a للذى قال:( أجعل صلاتى كلها عليك)، فقال a:( إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك) [1]
فطلبه منهم a الدعاء له هو رعاية لمصالحهم، كسائر أمره وإياهم، ومثل ذلك
قوله a:( ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل
الله به ملكا كلما دعا دعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثله) [2]، ففي هذا مصلحة عظمى للداعي.
ومن هذا الباب ما
ورد في النصوص الكثيرة من تبيان آثار الصلاة على رسول الله a، كقوله a:( إن أولى الناس بي يوم
القيامة أكثرهم علي صلاة) [3]، وذلك لأن الصلاة على رسول الله a، تعمق حضور القلب مع رسول الله a وتملأ القلب أنسا به وحبا له، وذلك كفيل بأن يجعل صاحبها
مقربا من رسول الله a، فقد قال a:( المرء مع من
أحب)[4]
وللأثر التربوي
للصلاة على رسول الله a،قال a:( صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم) [5]، فهي تزكية للقلب وتطهير له.
بل في الصلاة أعظم
تطهير للقلب، ولهذا قال a:( ما من عبد من أمتي
يصلي علي صلاة صادقا بها من قبل نفسه، إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات وكتب له
بها عشر حسنات ومحا بها عنه عشر سيئآت) [6]، فإن صلاة الله على عباده تطهير لهم، كما