ومنها أن رسول الله
a كان يدعو عند الكرب بهؤلاء الكلمات:( لا إله إلا
الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش
العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع، ورب العرش الكريم) [1]، وكان رسول الله a إذا نزل به هم أو غم قال:( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) [2]
ومن هذا الباب ما
ورد في النصوص من التماس دعوة الإخوان بظهر الغيب، كما قال a:( دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك
موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك آمين، ولك مثل ذلك) [3]، وقال a:( من دعا لأخيه
بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل) [4]
ففي هذا النصوص
أنواع من المصالح والحكم جاء هذا النوع من الدعاء لتحقيقها، منها تعميق الأخوة في
الله بين المؤمنين، فالمؤمن إذا دعا لأخيه كان ذلك أمارة على حبه، وسلوكا لتحبيبه
لنفسه، ولهذا ورد دعاء الفاتحة بصيغة الجمع ليستحضر المؤمن أخوته لكل المؤمنين.
ومنها أن الدعاء
للإخوان والصالحين يجعل المؤمن يستحضر أحوالهم الربانية وينفعل بها، بل تترقى روحه
من خلالها، ومن هذا الباب أمره a من لقي أويس القرني أن
يستغفر له[5].
[5] موضع الشاهد قوله r:( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد
ثم قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله
لابره! فان استعطعت أن يستغفر لك فافعل) رواه مسلم وغيره.