فإن مقدمات هذا
الدعاء تتناسب تماما مع نوعه، فقد قدم الدعاء بمخاطبة الله التي تستدعي حضور القلب
معه، ثم الإقرار بالوحدانية، والتي تدل على تصحيح الإيمان، أو تشير إلى أن الذنب
لا يتعلق بالتوحيد، لأن الله وعد أن يغفر غير الشرك، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ
اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ﴾ (النساء: 48)
ثم تجديد العبد
العهد مع الله بحسب الاستطاعة، ثم الاستعاذة بالله من الذنب وشره، مع الإقرار
بنعمة الله، وفي الأخير طلب المغفرة المشفوع بمعرفة أن المتفرد بمغفرة الذنب هو
الله تعالى.
وهكذا في كل
الأدعية نجد الحقائق الإيمانية التي تناسبها، ومن ذلك قوله a:( إذا خفت سلطانا أو غيره، فقل: لا إله إلا الله الحليم
الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت، عز جارك
وجل ثناؤك ولا إله غيرك) [1]، فهذه الصيغة تتناسب تماما مع نوع الحاجة.
ومنها دعوة ذي
النون التي دعا بها، وهو في بطن الحوت، وهي قوله:﴿ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الانبياء: 87)، والتي تحوي
على كنوز جليلة من المعارف الإيمانية والتربوية، وقد أخبر a أنه ( لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)[2]
ومنها قوله a لأسماء بنت عميس ـ ـ:( ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب،
الله الله ربي لا أشرك به شيئا) [3]، فقد اقتصر هذا الدعاء على ذكر هذه المعارف لتتعمق
بمعانيها النفس.