العمل نقصان الرجاء عند
وجود الزلل)، وقوله:( لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، وافرح بها لأنها برزت من اللّه:﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
(يونس:58))
ولكن العدل الإلهي مع
ذلك يقتضي اختلاف أصناف العاملين، ولو دخلوا جميعا برحمة الله إلى الجنة، فلا
يستوي الطائع والمقصر، ولا القريب مع البعيد.
ولعله لأجل هذا خوطب
المؤمنون في الجنة وهنئوا بأن أعمالهم هي التي أهلتهم لذلك، فقد ورد ذلك عند ذكر
المقربين الطيبين، كما قال تعالى:﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
(النحل:32)
وفي سورة الرحمن بعد
ذكر نعيم المقربين قال تعالى:﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا
الْإِحْسَانُ (60)﴾ (الرحمن) بينما لم يذكر ذلك عند نعيم غيرهم.
وفي سورة الواقعة بعد
ذكر نعيم المقربين قال تعالى:﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(24)﴾ (الواقعة)، وعندما ذكر نعيم غيرهم من أهل اليمين لم يذكر ذلك.
وبذلك، فإن الأعمال لم
تؤهلهم لدخول الجنة، وإنما أهلتهم لدرجات الجنة، كما قال عبد الله بن مسعود :(
تجوزون الصراط بعفو الله، وتدخلون الجنة برحمة الله، وتقتسمون المنازل بأعمالكم)[1]
وقد نص القرآن الكريم في
مواضع كثيرة على استحقاق المؤمنين للدرجات بحسب أعمالهم، فقال تعالى:﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:132)
بل أخبر أن درجات الجنة
أكثر بكثير من درجات التفاضل في الدنيا، قال تعالى:﴿ انْظُرْ