وقد ورد في الحديث
القدسي الجليل قول الله تعالى لعباده:( ياعبادى أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته
بينكم محرما فلا تظالموا ياعبادى أنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفرالذنوب
جميعا ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم يا عبادى كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى
أهدكم ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ياعبادي إنكم لن تبلغوا
ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ياعبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم
كانوا على أتقي قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكى شيئا ياعبادى لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم مانقص ذلك من ملكي شيئا ياعبادي لو أن
أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم إجتمعوا في صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل إنسان منهم
مسألته ما نقص ذلك في ملكي شيئا إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة
ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن
وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)[1]
فهذا الحديث الجامع
لحقيقة علاقة الله بعباده هو الأساس الذي يفهم به المؤمن المراد من العدل الإلهي
المزين بالرحمة الإلهية.
ولهذا دأب الصالحون إلى
التنبيه إلى هذا المعنى، والتحذير من معاملة الله كمعاملة الأجير للمستأجر، وقد
روي أن محمدا بن واسع اجتمع بمالك بن دينار، فقال ابن دينار: إما طاعة
اللّه أو النار، فقال ابن واسع: إما رحمة اللّه أو النار، فقال ابن دينار:( ما
أحوجني إلى معلم مثلك)، وقال البسطامي:( كابدت العبادة ثلاثين سنة فسمعت قائلاً
يقول:( يا أبا يزيد خزائنه مملوءة من العبادة إن أردت الوصول إليه فعليك بالذلة
والافتقار)
وإلى هذا المعنى تشير
كثير من حكم ابن عطاء الله كقوله:( من علامة الاعتماد على