شيئا، يا عباس بن
عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من
الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا)[1]
وهذا القانون
الإسلامي هو الفاصل بين فهم الإسلام لدور الكسب، وبين فهم المسيحية التي تربط مصير
الخلق جميعا بخطيئة أبيهم آدم u، ثم تربط تكفير الخطيئة
بمن لم يعملها.
ومنها وهم الانتساب
إلى مذاهب أو أديان مع الخلو من الأعمال، فيتصور المتوهم أن انتسابه وحده كاف في
نجاته، ولذلك قال تعالى رادا على بني إسرائيل في قولهم:﴿ لَنْ يَدْخُلَ
الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى ﴾ (البقرة: 111)
وقد رد الله تعالى
على هذا الوهم بقوله تعالى:﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (البقرة: 111)
ويدخل في هذا الوهم
هذه التصنيفات الكثيرة التي امتلأت بها أسماع الأمة من تقسيمها إلى سنة وشيعة
وغيرها.. فيحسب كل سني أنه قد ظفر بالفردوس الأعلى ما دام قد احتكر سوق السنة.
ويحسب الشيعي أن
غيره عامة لن يرقى إلى رتبته ما دام قد احتكر سوق أهل البيت..