وإلى هذا أيضا يشير
قوله تعالى مخاطبا رسوله a من أن الأمر لله وحده،
قال تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ
عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران:128)
ولهذا ورد في
الحديث قوله a:( ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله
له طريق الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
وفي هذا الحديث جمع
لطيف بين المجتهد الذي يسلك طريق العلم، فيسلك بسلوكه طريق الجنة، وبين من يكتفي
بالقعود مع التغني بأمجاد سلفه التي لا تغني عنه شيئا.
ولهذا كان رسول
الله a يشتد في نفي هذه الأنواع من الأوهام، وقد قرأ مرة
قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)
ثم قال:( فليس
لعربى على عجمى فضل، ولا لعجمي على عربي فضل، ولا لاسود على أبيض فضل، ولا لابيض
على أسود فضل، الا بالتقوى، يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على أعناقكم،
ويجئ الناس بالاخرة، فانى لا أغني عنكم من الله شيئا)[1]
وكان يخاطب قبيلته
وأهل بيته قائلا:( يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله
شيئا، يا بني عبد مناف اشتروا انفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله