تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (118)﴾ (المائدة)، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على
أعقابهم منذ فارقتهم) [1]
ونرى بناء على هذا،
وبناء على أدلة كثيرة لا يمكن ذكرها هنا أن الشفاعة خاصة بالمقصرين من محبي رسول
الله a أو محبي غيره من الأنبياء والأولياء والملائكة أو
غيرهم الذين قعدت بهم أعمالهم عن النجاة، فرفعتهم محبتهم إلى محل الشفاعة.
ومن الأهواء التي
تصورها الخلق بديلا عن الكسب الاغترارا بالأنساب، وتوهم أنها من القوة بحيث تحول
بين الله وعقوبة من يستحق العقوبة، فيتساوى في منطقها الصائم القائم بالسكير
الفاجر لأن نسب الفاجر ـ على حسب هذا الوهم ـ من القوة ما يلغي عدالة الله بين
عباده.
ولهذا أنكر تعالى
على الأمم قبلنا هذا الوهم، فقال تعالى:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ
اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ
بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ
الْمَصِيرُ﴾ (المائدة:18)
وأخبر تعالى أن لكل
أمة ما كسبت، فلا يسأل إلا المكتسب، قال تعالى:﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
(البقرة:134)، أي أن السلف الماضين من آبائكم من الأنبياء والصالحين لا ينفعكم
انتسابكم إليهم إذا لم تفعلوا خيراً يعود نفعه عليكم، فإن لهم أعمالهم التي عملوها
ولكم أعمالكم.
وقد أشار تعالى إلى هذا
عدم جدوى هذا الوهم بقوله على لسان يعقوب u:﴿
يَا بَنِيَّ