فقد أخبر تعالى في هذه
الآيات الكريمات أن إلقاءات الشيطان واحدة، ولكن القلب المتلقي، والذي يمثل اختيار
الإنسان وإرادته الحرة هو الذي يحدد كيف يتعامل مع إلقاءات الشيطان.
فالقلب الصحيح السليم
الذي ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه، يردّ وساوس الشيطان
وإملاءاته، ويكرهه ويبغضه، ويعلم أن الحق فى خلافه، فيزداد إيمانا بالحق ومحبة له
وكفرا بالباطل وكراهة له.
بينما القلب الميت
القاسى الذي لا يقبل الحق ولا ينقاد له، ومثله القلب المريض إن غلب عليه مرضه
التحق لا يزال مفتونا فى مرية من إلقاء الشيطان.
فالقلب إذا متجاذب حسب
اختيار صاحبه بين الشيطان والملك، وميله لأحدهما يبعده عن الآخر، كما قال a:( إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد
بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم
أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الآخرى فليتعوذ بالله من الشيطان) [1]
والذي يحدد هاتين
اللمتين هو الإنسان، كما قال بعضهم:( إنما هما همان يجولان في القلب همٌّ من الله
تعالى وهمّ من العدوّ، فرحم الله عبداً وقف عند همه فما كان من الله تعالى