responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 246

أمضاه وما كان من عدوه جاهده)

ولعل قوله a:( ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه) [1] ودعاءه المعروف:( يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك) [2] يشير إلى هذه المؤثرات التي تريد ان تجذب الإنسان إليها.

أما عن كيفية تسلط الشيطان على قلب ابن آدم حتى يصير سلطانا عليه، فهو كتسلط العصابات، فهي إنما تتسلط على من وجدت فيه ما تبحث عنه مما يتناسب مع طبيعتها، وفي نفس الوقت سهل عليها اختراقه لعدم التجائه لأي حصن أو احتمائه بأي جهة.

يقول الغزالي:( والقلب بأصل الفطرة صالح لقبول آثار الملك ولقبول آثار الشيطان صلاحاً متساوياً ليس يترجح أحدهما على الآخر، وإنما يترجح أحد الجانبـين باتباع الهوى والإكباب على الشهوات أو الإعراض عنها ومخالفتها، فإن اتبع الإنسان مقتضى الغضب والشهوة ظهر تسلط الشيطان بواسطة الهوى وصار القلب عش الشيطان ومعدنه لأن الهوى هو مرعى الشيطان ومرتعه، وإن جاهد الشهوات ولم يسلطها على نفسه وتشبه بأخلاق الملائكة عليهم السلام صار قلبه مستقر الملائكة ومهبطهم ولما كان لا يخلو قلب عن شهوة وغضب وحرص وطمع وطول أمل إلى غير ذلك من صفات البشرية المتشعبة عن الهوى لا جرم لم يخل قلب عن أن يكون للشيطان فيه جولان بالوسوسة) [3]

ولهذا نبهت الشريعة الإرادة الإنسانية إلى اتخاذ كلا الوسيلتين اللتين تحميانه من هجمات عصابات الضلال، فحثت على كثرة ذكر الله والتزام أوامره، ( فلا يمحو وسوسة الشيطان من القلب إلا ذكر ما سوى ما يوسوس به، لأنه إذا خطر في القلب ذكر شيء انعدم منه


[1] رواه أحمد وابن ماجة والطبراني في الكبير.

[2] رواه النسائي والحاكم.

[3] الإحياء.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست