responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 243

النفسي، فإن هذا الذي فتح لنفسه باب الإدمان على معصية الله يسخر له ما هو من جنسه، فالمرء مع من أحب، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ (الزخرف:36)

فالآية الكريمة عبرت عن الغفلة عن الله، أو تصور هذا الغافل لله بأنه أعشى البصر يرى الحقائق، وكأنه مغمض العينين، فلا يكاد يبصرها، لذلك فتح لشيطانه طريق قلبه ليملي فيه من وساوسه ما يعمي بصره عمى كليا.

وهكذا تفسر جميع الآيات التي تتحدث عن توفير أسباب الضلال ووسائله، فوسائل الضلال وأسبابه كوسائل الهدى وأسبابه لا يمنع منها أي مكلف، وهي بيد الله جميعا يرسلها لمن شاء، ومن عدله أنه لا يشاء إرسالها إلا لمن استحق لها باستعداده لنوع موجاتها.

فالتوحيد يقتضي أن يتفرد الله تعالى بالتقييض والإمساك، والعدل يقتضي أن لا تقيض أو تمسك إلا للمستحقين.

ولهذا أخبر a بأن لكل شخص شيطانا، فلا فرق في ذلك بين الفاسق والمؤمن، ولكن الفرق هو في مدى الاستعداد لتلقي وساوسه، قال a:( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه)، قالوا:( وأنت يا رسول اللّه؟) قال:( نعم إلا أن اللّه أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)[1]

وفي حديث آخر تقريب أكثر للشيطان بحيث أخبر أنه يجري من الإنسان في كل محل، قال a في قصة زيارة صفية للنبي a وهو معتكف:( إن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً - أو قال – شراً) [2]

وفي حديث آخر أخبر a أن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر اللّه


[1] رواه أحمد ومسلم.

[2] رواه النسائي.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست