responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242

قد يقال بعد هذا: سلمت بأن قلبي بيدي.. وأنه يمكنني أن أقفله أو أفتحه، ويمكنني أن أبيضه أو أسوده.. ولكن كيف يمكن أن أنجح في ذلك.. والعصابات تحيط بي من كل جانب، تريد أن تلتهمني التهاما؟

بل إن القرآن الكريم يخبر بأن الله تعالى هو الذي يقيض هؤلاء الشياطين لغوايتي، فماذا أعمل، وهل للأعزل أن يقاوم أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها هذه العصابات؟

أوليس مناقضا للعدل أن أمتحن في هذه الأجواء؟

أوليس مناقضا للعدل أن يخص المنحرفون بتقييض الشياطين، بينما ينعم المؤمنون بصحبة الملائكة؟

والجواب عن ذلك في شقه الأول هو أن امتحان جوهر الإنسان يقتضي كل ما صرفته يد الحكمة الإلهية من وسائل الخير والشر، فكيف يميز الخبيث من الطيب في جو لا تفوح منه إلا روائح الطيبة؟

أما الشق الثاني في تعليل تسليط الله تعالى هؤلاء الشياطين على بعض الخلق دون غيرهم، فقد أخبر القرآن الكريم بأن الإنسان بسلوكه الحر الاختياري هو الذي يحدد نوع الرفيق والمستشار الذي يرجع إليه في شؤونه، هل الشيطان، أم الملاك؟

وبحسب تحديده يكون التعامل معه، ولذلك قال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأنعام:129) وقد ورد في تفسيرها:( إنما يولي اللّه الناس بأعمالهم، فالمؤمن ولي المؤمن أين كان وحيث كان، والكافر ولي الكافر أينما كان وحيثما كان، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي)[1]

هذا في الجانب الظاهر المتعلق بشياطين الإنس، أما الجانب الباطن، أو المستشار


[1] رواه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست