ولم يجد الأهالي
وسيلة تصده عن الانتشار ؛ وصارت أستراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع صامت،
يتقدم في سبيله دون عائق.
وطاف علماء
الحشرات بنواحي العالم حتى وجدوا أخيرا حشرة لا تعيش إلا على ذلك الصبار، ولا
تتغذى بغيره، وهي سريعة الانتشار، وليس لها عدو يعوقها في استراليا.
وما لبثت هذه
الحشرة حتى تغلبت على الصبار، ثم تراجعت، ولم يبق منها سوى بقية قليلة للوقاية،
تكفي لصد الصبار عن الانتشار إلى الأبد.
وكمثال على التوازن
الذي ضبط الله به السماء، والذي نص عليه قوله تعالى:﴿ وَالسَّمَاءَ
رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ (الرحمن:7)هذا النظام الشمسي العجيب..
فالنظام الشمس واحد من أروع الأمثلة للتناسق الجميل الذي يمكن مشاهدته.. ففيه تسعة
كواكب مع أربعة وخمسين تابعاً، وعددا غير معروف من الأجسام الصغيرة.
وفي تركيب المجموعة
الشمسية نواجه مثالاً جميلاً من التوازن، وهو التوازن بين القوى النابذة، والتي
يقابلها التجاذب الثقالي من أوليتها[1]، وبدون ذلك التوازن فسوف يقذف كل شيء في هذا النظام بعيداً في
الأعماق الباردة للفضاء الخارجي.
والمدارات هي المسارات
التي ترسمها الكواكب أو الأجسام أثناء دورانها حول أوليتها، فإذا تحرك جسم بسرعة
بطيئة جداً فسوف يسقط على الأولية ويغوص فيها، أما إذا تحرك بسرعة أكبر، فالأولية
سوف لن تتمكن من الإمساك به، وسوف يطير ذلك الجسم بعيداً في الفضاء، وبدلاً من ذلك
لابد أن يتحرك كل جسم بالسرعة الصحيحة تماماً كي يحتفظ بمداره، والأكثر من ذلك هو
أن التوازن يجب أن يختلف من جسم إلى آخر بسبب أن المسافة
[1] يقصد
بالأولية في علم الفلك بأنه شيء يدور حول جسم آخر، فالأولية للأرض هي الشمس،
والأولية للقمر هي الأرض.