في حكمك) وقوله تعالى:﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ مثل قوله a:( عدل في قضائك)، أي لا يتصرف في تلك النواصي إلا بالعدل والحكمة
والمصلحة والرحمة.
وقد وردت النصوص
الكثيرة المخبرة عن عدل الله، ومثلها النصوص التي تنفي الظلم عن الله، وقد ذكرنا
الكثير منها في محاله في الفصل الأول، ومنها قوله
a فيما يرويه عن ربه تعالى:( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي) [1] أي أنه تعالى منع نفسه من ظلم عباده.
ومنها الآيات الكثيرة
التي تنص على امتناع الظلم عن الله، كما قال تعالى:﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (آل عمران:182)، وقال تعالى:﴿ وَمَا
اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ﴾ (غافر: 31)، وقال تعالى:﴿
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (فصلت:46)، وقال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
(يونس:44)، وقال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً
عَظِيماً﴾ (النساء:40)، وقال تعالى:﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾ (طـه:112)، والهضم أن
ينقص من جزاء حسناته، والظلم أن يعاقب بذنوب غيره، وكلاهما مما يتنافى مع العدل.
ومما يمكن الاستدلال له
على هذا النصوص الكثيرة التي تمجد العدل وتأمر به وتخبر عن محبة الله تعالى للعادلين،
بل تخبر عن الله أنه لا يحكم إلا بالعدل.
قال تعالى في تمجيد
العدل:﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِه﴾ (النساء: 58)، ففي قوله
تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِه ﴾ دليل على محبة
الله للعدل، وهي محبة تدل على أنه من صفات الكمال.