responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179

بقوله:﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي هو الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه، فإنه على صراط مستقيم.

ومثل ذلك قوله a في الجمع بين العدل والتوحيد:( ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أعلمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا)، فقيل: يا رسول الله، أفلا نتعلمها؟ فقال:( بلى، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها)[1]

ففي هذا الحديث جمع بين التوحيد والعدل..

التوحيد الذي يقتضيه قوله a:(: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك)

والعدل الذي يقتضيه قوله a:( عدل في قضاؤك)

وفي كون هذا الدعاء سببا لجلاء الهم أسرار كثيرة.. ومما يتعلق منها هنا هو أن السبب في الهم في أكثر الأحيان هو الجور[2].. وعدم انتظام الموازين بالنسبة للمهموم، فكان في تذكيره بالعدل علاجا روحيا وتربويا يعيد إلى سواء السبيل.

وهذا الدعاء يشبه قوله تعالى:﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ (هود: 56)

فقوله تعالى:﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾ مثل قوله a:( ناصيتي بيدك، ماض


[1] رواه أحمد وابن حبان.

[2] انظر علاقة العدل بالصحة الحسدية والنفسية في سلسلة (ابتسامة الأنين)، بل إن بعض الأطباء اعتبر حديث النصوص عن الموازين إعجازا طبيا.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست