ولهذا كان a يسأل من طلب معرفة موعد الساعة عن مدى استعداده لها، وقد روي أن
رجلا دخل والنبي a يخطب الجمعة، فقال: متى الساعة؟ فأومأ الناس إليه بالسكوت، فلم
يقبل، وأعاد الكلام، فقال له النبي a في الثالثة: ماذا
أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال a:( إنك مع من أحببت)[1]
ولهذا فإن المؤمن
العارف بالله يفرح بغيب الله وشهادته، فيرى الغيب كما يرى أحدنا المفاجأة الجميلة
تأتيه من أحب أحبابه، يستقبلها فرحا بمهديها.
وقد كان علم المؤمن
باستئثار الله بالغيب نورا تولدت من أشعته هذه الأدعية الرقيقة:
( اللهم بعلمك الغيب
وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي،
اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب،
وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع،
وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك،
والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مذلة، اللهم زينا بزينة الإيمان،
واجعلنا هداة مهدين)[2]
( اللهم فاطر السموات
والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر
نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم) [3]
( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب
والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا: إني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك
لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، فإنك إن