وقد بين الله تعالى بعض
هذه المفاتيح بقوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
(لقمان:34)
وفي حديث جبريل عندما
سأله:( فمتى الساعة يا رسول الله؟)، قال:( سبحان الله سبحان الله، خمس من
الغيب لا يعلمهن إلا الله ما المسؤول عنهن بأعلم بهن من السائل) ثم تلا الآية
السابقة[1].
ولكن هذه الخمس كما
ذكرنا سابقا بعض ما استأثر الله بعلمه، أو هي إشارات لمجامع ما استأثر الله بعلمه،
ولهذا سميت ( مفاتيح الغيب)
ونحب أن ننبه هنا إلى
الدخن الذي دخل التصوف الإسلامي في هذه الناحية في واقعه التطبيقي حيث تصور البعض
أن علامة الولي هي كشفه للغيوب، وقد رد على هؤلاء (ابن عطاء الله)، فقال في بعض
حكمه:( تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك[2] إلى ما حجب عنك من الغيوب)
وقد علق على هذه الحكمة
ابن عجيبة، فقال: (تشوفك أيها الإنسان إلى ما بطن فيك من العيوب، كالحسد والكبر
وحب الجاه والرياسة وهم الرزق وخوف الفقر وطلب الخصوصية وغير ذلك من العيوب والبحث
عنها والسعي في التخلص منها أفضل من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب كالاطلاع على
أسرار العباد وما يأتي به القدر من الوقائع المستقبلة، وكالأطلاع على أسرار غوامض
التوحيد قبل الأهلية له لأن تشوفك إلى ما بطن من