اللّه
ورسوله أعلم، قال: من مجادلة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول:
بلى، فيقول: لا أجيز عليَّ شاهداً إلا من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك
شهيداً، وبالكرام عليك شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي، فتنطق بعمله،
ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعداً لكنَّ وسحقاً، فعنكن كنت أناضل)[1]
وقد
أحصى ابن القيم لقنوت الكفار غير ما ذكرنا من قنوت جوارحهم خمسة أنواع كلها مما
ورد به التنزيل، وهي:( قنوتهم لخلقه وحكمه وأمره قدرا واعترافهم بربوبيته واضطراهم
إلى مسألته والرغبة إليه ودخولهم فيما يأمر به وإن كانوا كارهين وجزاؤهم على
أعماله ودخولهم فيما يأمر به مع الكراهة)[2]
فالقنوت
شامل للجميع، والفرق الوحيد في ذلك هو أن المؤمن يقنت له طوعا وغيره يقنت له كرها،
كما قال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ (الرعد:15)
ومثل
القنوت الإسلام، فإنه دين الكون جميعا طوعا أو كرها، قال تعالى:﴿ أَفَغَيْرَ
دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (آل عمران:83)
فالكون
جميعا يستسلم لرب واحد، يتلقى منه قوانينه وتوجيهاته، فلذلك