بأن
أمره وحده كاف في ذلك، قال تعالى:﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي
وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل
عمران:47)
وعندما
تعجب النصارى من صدور خارقة ميلاد المسيح من غير حصول ما تعارف عليه الناس من
أسباب، ودعاهم ذلك إلى الخطأ في تصور طبيعة المسيح تعالى، رد عليهم الله تعالى
بقوله:﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل عمران:59)
وعندما
تعجب المشركون من أمر البعث أخبرهم الله تعالى أن ذلك ليس عجبا، فالله تعالى
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ
يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (الأنعام:73)
وهذا
القنوت الذي يتصف به الكون، فيجعله في منتهى الخضوع لله لا يستثنى منه شيء حتى
الكفار والملحدين، فإنهم يقنتون لله من حيث لا يعلمون.
وقد
أخبر القرآن الكريم أن من قنوت أجسادهم ما تشهد به عليهم يوم القيامة، كما قال تعالى:﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النور:24)
وقد
صور a ذلك في مجلس من مجالسه مع
الصحابة نقله لنا أنس بقوله: كنا عند
النبي a فضحك حتى بدت نواجذه
ثم قال: أتدرون ممَّ أضحك؟ قلنا: