ولأجل
هذا المحل الرفيع لليقين في سلم الطريق إلى الله أخبر الله أن أئمة الهدى العارفين
بالله الذين جعلهم الله نجوما لهداية الخلق هم الذين زاوجوا بين الصبر واليقين، أو
المجاهدة والمعرفة قال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ (السجدة:24)
وآيات
الله بأنواعها المختلفة لا يفهمها ولا يصدقها ولا يقدرها حق قدرها سوى الموقنين،
قال تعالى:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ
أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ
قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
(البقرة:118)
ومن
هذه الآيات آيات الله الكونية المتجلية في الأرض، قال تعالى:﴿ وَفِي
الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ (الذريات:20)، أو المتجلي في الإنسان
والكائنات الحية، قال تعالى:﴿ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ
دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (الجاثـية:4)، فكل هذه الآيات لا
يدركها سوى الموقنين.
ومثل
ذلك آيات الله المستقبلية المرتبطة بمصير الإنسان أومصير الأرض لا يؤمن بها غير
الموقنين، قال تعالى:﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا
لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا
لا يُوقِنُونَ﴾ (النمل:82)
وحقائق
القرآن التي هي بصائر البصائر لا يراها ولا يعرفها ولا يهتدي بها