ويرحم
غير الموقنين، قال تعالى:﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (الجاثـية:20)
والمعارف
المرتبطة بالله لا يفهمها، أو يذعن لها، أو يستشعر سموها سوى الموقنين، قال
تعالى:﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ
مُوقِنِينَ﴾ (الدخان:7)
وأحكام
الله لا يدرك حكمها، ويستكنه أسرارها، ويعرف وجوه المنافع والمصالح فيها سوى
الموقنين، قال تعالى:﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة:50)، والآية
تشير إلى أن إدراك الحسن المتغلغل في ثنايا الأحكام لا يقلب صفحاته سوى الموقنين،
ولعله لأجل هذا لم يتصد للبحث في أسرار الشريعة ومقاصدها سوى من جمعوا بين العلم
والتقوى، أو بين اليقين والإرادة.
ولهذا
كان a يرغبنا في أن نسأل
الله اليقين معتبرا إياه خيرا من العافية، وكيف لا يكون كذلك، وهو عافية القلب،
قال a:( عليكم بالصدق، فإنه
مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله
اليقين والمعافاة فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة، ولا تحاسدوا ولا
تباغضوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله) [1]
وفي
هذا الحديث إشارة صريحة بأن اليقين من المواهب الربانية التي تتنزل