بعد
القراءات المتواصلة للحروف التي تبرزها المكونات، والمعاني التي ترسمها رسائلها
الإلهية يطل العارف على واحة اليقين، كما يطل الظمآن على مورد الماء العذب الذي
يسد له كل ظمأ، ويطفئ له كل حرقة.. فاليقين هو الغاية التي يصل إليها العارف بعد
قراءته المتواصلة لسطور الكون.
ولأجل
هذه القيمة التي يحتلها اليقين في سلم السير إلى الله اعتبره القرآن الكريم غاية الغايات، فقال:﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى
يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ (الحجر:99)
واعتبر
الغاية التي قصدت من إشهاد إبراهيم u لملكوت السموات والأرض هي وصوله إلى درجة اليقين، قال
تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ (الأنعام:75)
فطريق
اليقين الذي تحقق به إبراهيم u هو ما رآه من ملكوت السموات والأرض، والقرآن الكريم يعبر عن رؤيته
بـ ﴿ نُرِي ﴾، وفي ذلك إشارة إلى أن رؤية