قال: الصبر هو الثبات في وجهه.. والشكر هو النظر إلى
المحاسن التي يختزنها البلاء.. والصبر هو مقام الغافلين.. والشكر هو مقام
العارفين.
قلت: ألهذا كان a يبشر المرضى، فقد عاد a رجلا من وعك كان به فقال: (أبشر،
فإن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون حظه من النار)[1]
وعاد a أم العلاء، وهي مريضة فقال: (أبشري يا أم العلاء فإن مرض
المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة)[2]
قال: أجل.. ليخبرهم أن ما نزل بهم نعمة تستحق الشكر لا
الأنين.
قلت: والمعاندون المعارضون.. كيف نبشرهم؟
قال: بما يبشر به العارفون.
قلت: فإن أعرضوا؟
قال: تعرض عنهم.. فقد روي أن رسول الله a دخل على أعرابي يعوده وهو
محموم، فقال: (كفارة وطهور)، فقال الأعرابي: (بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره
القبور)، فقام رسول الله a وتركه[3].
قلت: فما سر كون البلاء مطهرا من الذنوب؟
قال: هو ما يحدثه في القلب من ترفع عن الدنيا، وعدم تعلق
بها، ونوع من الزهد فيها، فحب الدنيا رأس كل خطيئة.. ألم تسمع ببصيرتك ما يقول
الغزالي.. فهو من أطباء هذا