قلت: نعتبرها من المجربات
الناجحة، فنستعملها كما استعملوها.
قال: وتقعون في تحريف لكلام
الله بسبب ذلك.
قلت: كيف؟
قال: تنحرفون بالقرآن
الكريم عن هدفه.. فتصبح آيات القرآن الكريم طلاسم وتعاويذ.
قلت: وهل القول بكون القرآن
الكريم جميعا شفاء يقي من هذا؟
قال: أجل.. لأنك تتعامل معه
كليا، لا جزئيا.. وتتعامل مع معانيه وألفاظه، وهو ما يحفظك من مخاطر سوء التعامل
معه[1].
قلت: ولكن النبي a قال لأولئك النفر عن الفاتحة: (وما أدراك أنها رقية)، وكان
a إذا اشتكى يقرأ على نفسه
بالمعوذات وينفث، فالنبي a
خصص سورا معينة للاستعاذة والدعاء.
قال: صدقت.. وقد ذكرت أن
النبي a هو الذي فعل هذا، وقاله..
فإن جاءنا الخبر عنه قبلناه.. أما إن جاءنا عن غيره.. فلا نقبله إلا إذا استدل له
بما عرفنا من مصدر الشريعة.
ثم.. ألم تسمع قوله تعالى
وهو يقرر كون القرآن الكريم علاجا شاملا لكل الأحوال:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ
جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:57)، وقال تعالى:﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً
وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ
[1] والقرآن الكريم ـ من جهة
أخرى ـ علاج خاص سواء كان ذلك للأمراض النفسية والفكرية أم للأمراض البدنية.
فمن مرض قلبه
بالشهوات عولج بمواعظ القرآن الكريم وتخويفاته، ومن غليه الخوف عولج بما ورد في
القرآن الكريم من آيات الرجاء والرحمة.. وهكذا يعالج كل شخص بما يتناسب مع دائه.
ومثل ذلك
الأمراض الجسدية، فهناك آيات خاصة أخبرت النصوص بتأثيرها، فهي شفاء، مع أن شفاء في
القرآن الكريم في أصله شامل لآياته جميعا.
وسيتعمق هذا
المفهوم من خلال ما سنطرحه هنا من سر تأثير القرآن الكريم العلاجي.