قال: لا.. النص لا يحتمل ذلك.. فالله تعالى جعل قوله:﴿
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ تعريفا للسحر بذكر
آثاره.. ولا يمكن للتعريف إلا أن يكون جامعا للمعرف.
قلت: أريد مثالا على ذلك؟
قال: أرأيت لو أن شخصا عرف الطب بأنه العلم الذي يداوي
الزكام، أيكون هذا التعرف صحيحا؟
قلت: لا شك في كونه غير صحيح.
قال: لم؟
قلت: لأنه قصر الطب على وظيفة بسيطة من وظائفه.
قال: ولو عرفه بأنه: (ما يداوي العلل المختلفة)
قلت: حينها سيكون تعريفا صحيحا مقبولا؟
قال: فكيف يتهم القرآن الكريم إذن بالقصور في تعريف السحر؟
قلت: فالسحر إذن يقتصر على قدرة واحدة هي التفريق بين
الأزواج.
قال: نعم.. وهو ما نص عليه القرآن الكريم.. وهو تفريق
يعتمد على التخييل الذي هو وسيلة الساحر الوحيدة.
قلت: كيف يكون التخييل؟
قال: الساحر المتقن لسحره قد ينجح في التأثير في مخيلة
الزوج مثلا، فيرى زوجته في صورة بشعة تتقزز منها نفسه، فيبغضها أو يطلقها.
قلت: إذن علاقته مع الأزواج فقط.
قال: لا.. بل مع كل المتحابين.
قلت: هذا معروف ومشتهر، ويسمونه: (العطف والصرف)، فيجعلون
الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء، والصرف
بالعكس من