وفي النصوص ما يشير إليه، فقد قال a: (إن الرقى والتمائم والتولة
شرك)، والتولة[2]: ما يحبب المرأة إلى زوجها من
السحر وغيره، وجعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى.
وقد يسمون العطف: (سحر المحبة)، وهو عمل وتأثير يسعى
الساحر من خلاله للجمع
بين المتباغضين والمتنافرين، أو الجمع بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية
من قام بعمل السحر.
وقد ذكر بعض العلماء من آثار هذا النوع من السحر قصة عجيبة
يتداولها العامة لست أدري مدى صدقها.
قال: وما قال؟
قلت: ذكر أن امرأة رأت من زوجها شيئاً من الإعراض وعدم
المودة التي تريدها منه، فهو يعطيها حقها ويعاملها كسائر النساء، لكنها تريد منه
أكثر من ذلك من المحبة والبقاء عندها والملازمة لها، فدخلت عليها عجوز تعمل السحر،
فأخبرتها بخبر زوجها، فأعطتها العجوز دواء في صرة، وأمرتها أن تجعله في طعامه،
ولكن المرأة تورعت فجعلت الدواء في رغيف وأطعمته داجناً عندهم، فبعد أن أكله ذلك
الداجن علق بها، فصار يتبعها ولا يفارقها ولا يستقر حتى يلصق رأسه ببطنها أو يجعله
في حجرها وصار يلاحقها أينما ذهبت، فعجب زوجها من أمرها وأمره، ثم إنها أخبرت
زوجها بأنها صرفت هذا الدواء عنه، ولو أعطته الدواء لفعل كما فعل الداجن، فلما
أخبرته بادر بطلاقها، وقال: أخشى في المرة الثانية أن تجعليه في طعامي[3].
[1] مرجع المعالجين من القرآن
الكريم والحديث الشريف - ص 327 – 328.
[2] بكسر التاء وفتح الواو، انظر: النهاية في غريب
الحديث - 1 / 200.
[3] الصواعق المرسلة في
التصدي للمشعوذين والسحرة- ص 141،142.