أهليهم بوافر الصحة من غير أن ينزلوا على الأقسام الأخرى.
قلت: لقد قال بعض الصالحين يعبر عن هذا المعنى:
لقد هاجَ الفراغُ عليكَ
شغلاً وأسبابُ البلاءِ من الفراغِ
وقال آخر، وهو يبين قدرة الروح على ترميم أدواء الجسد:
دَوَاؤكَ فيكَ وما
تَشْعُرُ ودواؤكَ منكَ وما تبصرُ
وتحسبُ أنكَ جرمٌ صغيرٌ وفيك
انطوى العالمُ الأكبرُ
قال: إن الانشغال بالله، وإحلال الابتسامة بدل الأنين هو
العلاج الذي لن تجد البشرية في مستقبل أيامها، بعد أن تتخلص من زهوها، وتتخلى عن
عبودية ما سمته إله العلم، إلا ذلك العلاج[1].
قلت: صحيح ما قلت، فهذه الأدوية التي سنها النبي a كلها ترجع إلى تغليب الانشغال
بالله عن الاستماع لوساوس الشياطين، فالانشغال بالله يجعل في الإنسان قوة جبارة
تقهر كل الأمراض.
قال: لو تأملنا الأدعية التي كان يدعو بها a لوجدنا
فيها الكثير من هذه المعاني.. بل لو تأملنا القرآن الكريم لوجدناه علاجا ربانيا لكل
الأدواء، لاشتماله من المعارف الإلهية ما ينفي
[1] العلم اليوم يقر بهذا
بدرجة ما، ومن أمثلة ذلك الإقرار أن دراسة تجريبية كشفت في مراحلها الأولى أن مرضى
القلب الذين يملكون إيمانا دينياً قوياً، لديهم قدرة أكبر على التماثل للشفاء وإكمال
الفترة التأهيلية التي تعقب الإصابة.
و يحاول
الباحثون في مركز غيسرنغ الطبي وجامعة باكنيل توسيع الدراسة لتحديد علاقة الإيمان
الديني ومدى تأثيرها الإيجابي على المدى البعيد على صحة القلب والأوعية الدموية.
و يأمل
تيموتي ماكونيل رئيس وحدة إعادة تأهيل مرضى القلب في مركز غيسرنغر، وهو مستشفى
مركز ضخم لأمراض القلب يضم 437 مريضاً في تأمين موافقة مائة من مرضى القلب لإجراء
دراسة موسعة في إطار زمني مدته خمسة أعوام.و في الدراسة التجريبية استعان ماكونيل
ب21 مريضا بينهم من أصيب مؤخراً بأول نوبة قلبية أو أجريت لهم عملية لتوسيع
الشرايين.