الشعوذة.. ولكنها على أي حال خففت على الناس كثيرا مما
يعانونه.. أليس من الأجدى ألا نترك المرضى أسارى مرضهم؟
قال: بالصدق لا بالكذب.. وبالشرع لا بالدجل.. وبالحقائق لا
بالأباطيل.
قلت: فهل يضع هذا المستشفى هذا الحق الذي يواجه به
الباطل.. وهل يضع البديل الذي يقي الناس شرور هؤلاء الرقاة؟
قال: أجل.. فلا ينبغي لمن نهاك عن شيء أن يتركك تعاني
الحيرة.. بل إنه يعطيك من الحلول والبدائل ما يريحك، ويملأ الفراغ الذي تركه نهيه.
قلت: فأين هذا البديل؟
قال: هيا إلى القاعة المخصصة لذلك، فهي آخر قاعات هذا
الحصن.
قلت: ولم لم يبدأ المرضى بها؟
قال: لا.. ألم يكن رسول الله a يفرغ أصحابه من تصورات
الجاهلية، ثم يملؤهم بحقائق الإسلام؟
قلت: أجل.
قال: أتدري لماذا؟
قلت: حتى لا يختلط الإسلام بالجاهلية.
قال: فلهذا لا يصفون العلاج البديل إلا بعد أن يملأوا قلوب
المرضى وعقولهم بالقناعات الصحيحة.
اقتربنا من قاعة مهيبة كانت تمتلئ بأنوار الإيمان، سألت
المعلم عنها، فقال: هذه القاعة هي التي يعطى فيه المصل الذي يحمي من وساوس
الشياطين، ومن آثار الدجل الذي يزرعه الرقاة.
رأيت شخصا مهيبا.. يبدو كأولئك الأولياء الصالحين الذين
غمروا الكون بعطرهم.