قال: هذا نموذج الراقي البديل، وقد دربه هذا المستشفى
ليميت هذه البدعة.
قلت: راق بديل.
قال: نعم.. من باب المشاكلة سميناه كذلك.
قلت: فما دوره؟
قال: يبدأ دوره بنفسه.. يربيها ويطهرها ويعمق فيها حقائق
الإيمان.. ولا يكتفى بذلك، بل يضيف إليه من العلم ما يجعله فطنا يعرف كيف يواجه
الأمور وكيف يتحدى الصعاب.. فإذا آنست منه إدارة المستشفى القدرة على ممارسة هذه
الوظيفة أعطته الإجازة بذلك.
قلت: وما هو دوره؟
قال: بسيط جدا، وعميق جدا.. أما الأمراض الجسدية، فيرشد
أهلها إلى الأطباء، أما الوساوس الشيطانية، فيضع لها من برامج التربية ما يقهر كل
وسواس.
قلت: إذن هو لا يعالج في جلسة واحدة؟
قال: لا.. هو يقنع مرضاه بالبرنامج المعطى لهم.. ولا يكتفي
بذلك، بل يتابعهم إلى أن يرى مدى جدوى استفادتهم.
قلت: إذن هو يحصل على أجور لا بأس بها.
قال: تشترط إدارة مستشفى السلام فيمن يتولى هذا الزهد
والعفاف.
قلت: لم؟.. هو ينفع الناس ويقدم لهم خدمات.
قال: لأن المال يجر المغرضين.. أما الزهد والعفاف، فلا
يبقي غير المخلصين.
قلت: ولكن رسول الله a قال: (إن أحق ما أخذتم عليه
أجرا كتاب الله)[1]