الذين يتناولون هذه الأدوية تنتهي النوبات لديهم وحوالي
(30) بالمائة منهم تقلّ درجة تكرارها لديهم لدرجة يمكنهم معها العيش والعمل بشكل
اعتيادي، أما الـ (20) بالمائة المتبقية فهي إما حالات مستعصية للعلاج، أو أنها
بحاجة إلى جرعات أكبر للسيطرة على النوبات.
بالإضافة إلى أن هناك الحل الجراحي، ويتم اللجوء إليه عندما
يفشل العلاج الدوائي، وفي نسبة قليلة جدا من الحالات التي يتحدد فيها الجزء
الدماغي المصاب والمسبب للنوبات وتكون إزالته مأمونة، وبدون أن تترك خللاً أو
ضرراً بوظائف المخ.
العلاج
البديل:
خرجنا من تلك القاعة، وقد تركنا المرضى مع الأطباء يفسرون
لهم، ويحاولون إقناعهم، وهم يجهدون أنفسهم في ذلك جهدا عظيما، فالمسألة قد تغلغلت
في قلوب وعقول المرضى، بل ربطت في أذهانهم بقضايا الإيمان والكفر، والسنة والبدعة[1]، فكان من الصعب اقتلاعها.
قلت: يا معلم.. قدرت هذا الجهد الذي يبذله هذا الحصن في
وقاية الناس من هذه
[1] أول ما يفاجئك به من
يتحدث عن هذه المسألة هو ربطها بالسنة وربط خلافها بالبدعة، فهذا أحدهم يقول في
الموقع الذي خصصه لذلك:(فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي أن يلجم فاه عن
الإنكار والاستنكار ومخالفة أئمة أهل السنة والجماعة، وأن لا يشوش أفكار المسلمين
بأفكاره الملوثـة بأفكار أهل البدع والفلسفة، فإن قال: هذا رأي، فإن الرأي يحتمل
الخطـــأ والصواب، فما تراه صوابا فإنه يحتمل الخطأ وما تراه خطأ فإنه يحتمل
الصواب، ولعله يأتي اليوم الذي يتحول فيه رأيك إلى رأي غيرك... وإن العاقل إذا سمع
أمرا عجبا جائزا لا دليل من الشرع ينفيه، استحسنه ولم يكذب قائله، والجاهل إذا سمع
ما لم يشاهده قطع بتكذيب قائله، وتزييف ناقله.
جَهلتَ
ولا تدري بأنك جاهلٌ ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
ثم يقول:(ولعل السبب في إنكار البعض لدخول
الجان بدن الإنسان هو إتباع الهوى، والجهل وقلة العلم في أحوال الجن والشياطين،
وتحجر العقول وإتباع منهج ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ
إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29] ، وكذلك إبراز الشخصية وإتباع منهج
خالف تعرف، وأيضا حسد طلبة العلم والأطباء الرقاة على ما آتاهم الله من فضله)