قال: سنعرف تفاصيل هذا في محلها من: (أسواق التجارة
الرابحة)[1].. ولكن ألم تسمع قوله a: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
في الشدة)[2]
قلت: بلى.. وقد روي في أخبار الأنبياء أن يونس u حين بدا له أن يدعو الله
بالكلمات حين ناداه وهو في بطن الحوت، فقال:﴿ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنبياء:87)، فأقبلت
الدعوة نحو العرش فقالت الملائكة: يا رب! هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال:
أما تعرفون ذلك؟ قالوا: يا رب! من هو؟ قال: ذلك عبدي يونس الذي لم يزل يرفع له عمل
متقبل ودعوة مستجابة، قالوا: يا رب! أفلا ترحم من كان يصنع في الرخاء فتجيبه في
البلاء، قال: بلى! فأمر الحوت فطرحه بالعراء[3].
قال: فلذلك يكون العمل الصالح شفيعا لصاحبه عند الله.
قلت: ولهذا إذن توسل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة
إلى الله بأعمالهم الصالحة، فنجاهم الله، فقد قال a: (بينما ثلاثة رهط من بني
إسرائيل يسيرون، إذ أخذهم المطر، فأووا إلى غار، فانطبقت عليهم صخرة، فسدت الغار،
فقالوا: تعالوا فليسأل الله تعالى كل رجل منا بأفضل عمله.
فقال أحدهم: اللهم إنه كانت لي ابنة عم جميلة، وكنت
أهواها، فدفعت إليها مائة دينار، فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة، قالت: اتق
الله يا ابن عم، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، وتركت المائة دينار، اللهم
إن كنت تعلم، أني فعلت هذا خشية منك، وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم ثلث
الصخرة.
وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان
كبيران، وكنت أغدو عليهما