بصبوحهما، وأروح عليهما بغبوقهما، فغدوت عليهما يوماً،
فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أنصرف عنهما، فيفقدا غداءهما، فوقفت
حتى استيقظا، فدفعت إليهما غداءهما، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك ابتغاء
ما عندك، وخشية منك، فأفرج عنا، فانفرج الثلث الثاني.
وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم، أني استأجرت أجيراً، فلما
دفعت إليه أجره، قال: عملي بأكثر من هذا، فترك علي أجره، وقال: بيني وبينك يوم
يؤخذ فيه للمظلوم من الظالم، ومضى، فابتعت له بأجره غنماً، ولم أزل أنميها
وأرعاها، وهي تزيد وتكثر، فلما كان بعد مدة، أتاني، فقال لي: يا هذا إن لي عندك
أجراً، عملت كذا وكذا في وقت كذا وكذا، فقلت: خذ هذه الغنم، فهي لك، فقال: تمنعني
من أجري، وتهزأ بي، فقلت: خذها فهي لك، فأخذها ودعا لي، اللهم إن كنت تعلم أني
فعلت هذا خشية منك، وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم باقي الصخرة، وخرجوا
يمشون)[1]
قال: هذا الحديث لا يدل فقط على جواز التوسل لله بالأعمال
الصالحة، وإنما يدل على أن الأعمال الصالحة شافعة لصاحبها، سأل أو لم يسأل.
***
رأيت بابين مفتوحين، وكأنهما يطلبان منا الدخول منهما،
فقلت للمعلم: ما هذان البابان اللذان ينفتحان لنا طالبين منا الدخول؟
قال: هذان البابان يشيران إلى أركان العمل الصالح الذي
يرضي الله تعالى، ويمد صاحبه بالعون.
قلت: الأعمال الصالحة كثيرة، فكيف يشير إليهما هذان
البابان؟