فلما دخل عليه، تكلم بكلام، فخلى سبيله، فقيل له: أي شيء
قلت ؟ فقال: قلت: يا عزيز، يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عني ما أطيق، وما لا
أطيق، واكفني شر كل جبار عنيد.
العمل الصالح
اقتربنا من الباب الثاني من أبواب الاستعانة، وقد كتب عليه
بحروف من نور قوله تعالى:﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ((البقرة:45)
فقال لي المعلم: المفتاح الثاني من مفاتيح الاستعانة العمل
الصالح، فبه تطرق أبواب الجود، وتمد أيدي العون، وترسل أمداد الإغاثة.
قلت: ولكن الآية التي كتبت على الباب لم تتحدث عن المستعان
عليه، بل اكتفت بإطلاق الاستعانة، ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:153)
قال: لقد جاء لفظ الاستعانة مطلقا ليبين دور الصبر والصلاة
في كل شيء، فهما عون في الدين كما أنهما عون في الدنيا، وعون في الأمراض النفسية
كما أنهما عون في الأمراض الجسدية.
قلت: ولكن الله تعالى قد رتب على الأعمال أجورها المعلومة،
كما ورد في الحديث القدسي: (إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن
عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها
عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة)[1]
قال: إن الله شكور حليم، فلذلك يمن على عباده بأجور الدنيا
وأجور الآخرة.