علينا بنفطها، فنحن بين بحرين، بحر يروينا، وبحر يطعمنا ويكسونا.
قال: لا .. بل أنتم في صحراء عارية من الحياة .. لأنكم تلبسون حياة غيركم، بعد أن خلعتم لباس حياتكم.
قلت: فكيف نسترد لباسنا؟
قال: بالدخول إلى مدائنكم، ففيها تجدون الملابس على مقايسكم.
قلت: ومن أين ندخل مدائننا؟
قال: من أبوابها، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ (البقرة: 189)
قلت: فما في هذا من العلم؟
قال: إن أردتم أن تدخلوا مدائنكم .. مدائن الحضارة الراشدة .. فعليكم أن تفتحوا الأبواب المغلقة دون ذلك .. كل باب يسلمكم إلى باب إلى أن تصلوا إليها.
قلت: وأين هي هذه الأبواب؟
قال: افتح عيني بصيرتك لتراها.
فتحت عيني بصيرتي، وحدقت، فلم أر شيئا، قلت: يا معلم، فتحت عيني بصيرتي، فلم تر أبوابا ولا نوافذ .. لا أرى غير الصحراء القاتلة.
قال: لا يمكنك أن ترى الأبواب، وأنت ترى الصحراء.
قلت: ولكني في صحراء، فكيف لا أراها.
قال: الصحراء لا علاقة لها ببصيرتك ولا بروحك، إن علاقتها لا تعدو جسدك