responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 8

قال: لا .. سنرحل إلى متاهة نمر فيها على أبواب كثيرة .. كل باب يسلمنا إلى باب إلى أن نصل إلى مدائن الحضارة .. وسنرى أشياء كثيرة .. فلا يشغلنك شيء عن طريقك.

قلت: متاهة .. أخاف أن أتيه فيها، فلا أرجع إلى أهلي.

قال: لا تخف، فمعنا خارطة لذلك، وبوصلة تدلنا على الطريق.

قلت: أي خارطة .. لا أرى معك أي خارطة، ولا أي بوصلة.

قال: هي كتاب ربك وهدي نبيك.. فما وصل من وصل إلا بهما.

^^^

فجأة وجدت نفسي في صحراء لا زرع فيها ولا ماء، ولا أثر فيها لحي أو لميت، فالتفت حولي، فلم أر إلا الموت يتربص بي، فالشمس بأشعتها المحرقة تكوي جلدي، والعطش يكوي حلقي، وأحشائي قد عضها ثعبان الجوع، وفوق كل هذا تعصف الرياح الشديدة حاملة معها ذرات الرمال لتعمي عيني، وتصم أذني.

صحت: أين أنت يا معلم؟ .. أجئت بي للموت؟

فجأة ظهر كشعاع النور يقول لي: هل تألمت لهذا المصير الذي صرت إليه؟

قلت: بل كدت أموت جزعا وحزنا .. كيف تخرجني من بيتي الهادئ لترميني في هذه الصحراء القاحلة؟

قال: لتبصر حقيقة ما أنتم فيه .. فلا يمكن أن تعالجوا أدواءكم قبل أن تعرفوها.

قلت: لا .. نحن في أحسن الأحوال، فالسماء تدر علينا بأمطارها، والأرض تدر

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست