في أتون النيران، ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ (الانبياء: 69)؟
قلت: ولكن ذلك هو إبراهيم u .. وهو خليل الله.
قال: فكن إبراهيم .. وارتفع لتصير خليلا لله .. فهل منع الله أحدا من عباده أن يصير خليلا له؟
قلت: كلا ..
قال: فارفع همتك عن نفسك لترى السلام في التوجه لله .. ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 115)
قلت: وماذا أصنع حتى أرتفع؟
قال: لقد عرفت سكينة الفقر، فاعرف ثورته، وعرفت علاج فقر الفرد، فأسرع لعلاج فقر المجتمع.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لنرحل إلى مدائن الحضارة لنتسلم مفاتيح أبوابها.
قلت: أي مدائن .. وأي حضارة .. الحضارات كثيرة والمدائن أكثر.
قال: الحضارات الراشدة .. والمدائن الربانية ..
قلت: تلك حضارات عضها الزمن بنابه .. فلا تراها في غير دفاتر الوراقين.
قال: نحن نبحث عن الحقائق، لا عن التواريخ.
قلت: فكيف نرحل؟.. وأين؟.. أهناك أعماق أخرى سنتجول فيها؟